تدوينة زائر: مقابلة بين تاكيهيكو إينوي وإيتشيرو أودا

مقابلة بين تاكيهيكو إينوي وإيتشيرو أودا

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه التدوينة مقدمة من قبل فيجيتا. يمكنكم زيارة مدونته الخاصة هنا.

المانجاكا تاكيهيكو إينوي (مؤلف مانجا Slam Dunk و Vagabond) والمانجاكا إيتشيرو أودا (مؤلف مانجا One Piece) كلاهما من محافظة Kumamoto وتم نشر نقاشهما في مجلة Takehiko Inoue Pia.

كل المقالات في عدد هذه المجلة تتحدث عن المانجاكا تاكيهيكو إينوي و ركزت على معرضة “معرض المانجا الأخير” الذي أقيم في محافظة Kumamoto والعدد يتألف من 96 صفحة ملونة.

تاكيهيكو إينوي وإيتشيرو أودا لا زالا يافعين، لكنهما باعا مانجا تكفي لتغطية ضعف عدد سكان اليابان. وعلى الرغم من أن كلاهما في الأصل من محافظة Kumamoto، فإن هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها عملاقا المانجا اليابانية العالميان، أو على الأقل أول لقاء يتذكره الإثنان على كل حال.
النقاش التالي جرى في ربيع عام 2009 عندما توقفت جولة “معرض المانجا الأخير” في محافظة Kumamoto.

إينوي: هذه هي المرة الأولى التي نلتقي بها، أليس كذلك؟

أودا: في الحقيقة حصلت على توقيع منك في الماضي.

إينوي: حقا؟! متى؟

أودا: كان ذلك في حفل توزيع جوائز Tezuka/Akazuka الذي أقامه الناشر Shueisha. في ذلك اللحين كانت مسيرتي قد بدأت للتو وقد كنت متوترا للغاية، ولقد رسمت لي أيضا رسمة لشخصية ساكوراجي هاناميتشي. لا زالت بحوزتي.

إينوي: أهذا صحيح؟ أنا آسف، لا أذكر ذلك. *يضحك*

أودا: لا بأس، تلك الحفلة كانت بمثابة الجلسة الضخمة لتسليم التواقيع من قبل كل المانجاكا البارزين. *يضحك*

إينوي: كنت في مدينة لوس أنجلوس في الفترة التي انطلقت فيها مانجا ون بيس وقد كانت تصلني إصدارات مجلة Shonen Jump. عندما قرأت الفصل الأول من ون بيس، أتذكر بأنني قلت “واو، هذه بداية مانجا رائعة حقا”. كنت أعتقد بأنها عمل لا يمكن تفويته. لم ينتابني شعور كهذا منذ مدة حيال أي مانجا لذا أصريت على أن أتابعها.

أودا: في الوقت الذي حصلت فيه مانجا ون بيس على حقوق نشرها، رأيت إستبيانا في أحد المجلات وجهت فيه أسئلة لأشخاص مشهورين عن أكثر مانجا جذبت إهتمامهم. في ذلك الإستبيان، قد اخترت أنت مانجا ون بيس، وعلقت على ذلك “صاحب هذا العمل يثق بعمله حقا”. حرفيًا كدت أن أقفز وقتها من شده الفرح، لقد كنت فرحا جدا.
لدي نسخة من تلك الصفحة وقد علقتها في مكان عملي لأطول مدة ممكنة.

إينوي: أنا سعيد لأنك كنت سعيدا يضحك

أودا: أيمكنني أنا أتحدث معك عن أمر قد يكون متعلقا بالقدر؟

إينوي: ما الأمر، أنت تجعلني متوترا.

أودا: حسنا، لقد ولدت في محافظة Kumamoto، وقد كان هناك محل يعرف باسم The Antique House، أليس كذلك؟
إينوي: نعم، محل الملابس المستعملة، أليس كذلك؟ هذا يعيد لي الذكريات.

أودا: لقد كنت أتردد في كثير من الأحيان على ذلك المحل مع أصدقائي لأشتري الملابس. في ذلك الوقت فزت بجائزة مجلة Jump لأفضل مانجاكا جديد على الساحة وفي ذلك الوقت حصلت على محرري الخاص، تحدثت إلى أحد حراس المحل وأخبرته برغبتي بأن أصبح مانجاكا.
و قد رد علي ” إن تمكنت من صنع إسم لنفسك، فستكون ثاني مانجاكا يفعل ذلك هنا “. وقد سألته “من المانجاكا الأول؟ أهو تاكيهيكو نارياي؟ (ملاحظة: تاكيهيكو إينوي هو اسمه المستعار) فيما سبق كان يعمل هنا ” لم أصدق ذلك!

إينوي: يضحك أتسائل مع من تحدثت؟

أودا: لقد كان يتباهى بأن أحد لاعبي سلام دانك قد إستلهم من شخصيتة يضحك، وقد قال أيضا بأن الفترات التي لم يكن المحل مشغولا فيها كنت تجلس وترسم الصور خلف ماكينة الدفع.

إينوي: هذا صحيح، ولم أكن أؤدي عملي نهائيا.

أودا: لقد تفاجأت حقا، واو! السيد إينوي كان هنا!
كان مجرد محل أتردد عليه ولم يكن ذا أهمية بالنسبة لي من قبل. قلت في نفسي من المؤكد أن الأمر مقدر لذا قلت لمحرري أرجوك أجعلني مساعدا في الاستديو الخاص به(يقصد استديو إينوي)، ببساطة رد علي بطريقة عادية “هذا غير ممكن “. رده أحبطني فعلا.

إينوي: حقا؟ هل أفسدنا الأمر. كان يتوجب علينا أن نقبلك كمساعد. *يضحك*

أودا: لو تم قبولي في الاستديو الخاص بك، على الأرجح كان ليتغير قدري كليا. من نواحي عدة، كانت لتكون نقطة تحول لي بالتأكيد. كنت أفكر دائما بأنني أحب أن أتحدث معك عن هذا الأمر شخصيا.

إينوي: شكرا لك، سأتذكر ذلك.


*** سيد أودا متى بدأت بقراءة مانجا Vagabond؟

أودا: أقرا الفصول دفعة واحدة عندما تصدر بالمجلد. بالطبع لدي كل المجلدات منذ أن بدأت السلسلة فقد بثت الحماس فينا نحن المانجاكا اليافعين، إنها جذابة جدا وفيها معاني عميقة أكثر من أي شيء آخر، لا أسأم من فن المعلم إينوي.
فعليا، إلى أي مدى سيصل هذا الشخص بفنه؟ كنت أسعى لمعرفه هذه الإجابة منذ مانجا Purple Kaede(أول عمل لـ إينوي تاكيهيكو).

إينوي: حسنا، أنا متأكد بأنني تحسنت منذ تلك الفترة. مع ذلك فالأمر غريب لأنني منذ أن كنت أعمل على مانجا Purple Kaede كنت أفكر في نفسي “مهلا أنا فنان ممتاز جدا!” *يضحك*. أما الآن فإن هذا الأمر ليس شيئا أريد أن أطلع الناس عليه.

أودا: رأيت رسمتك الأخيرة عن المانجا في أحد المعارض… حسنا لم أفهم المعنى خلفها- إن كانت جيدة أم ماذا، لأنها فاقت تصوري ببساطة.
أمن الممكن أن يُنجز عمل كهذا؟ مثل هذه الرسمة الجدارية الضخمة لموساشي(شخصية البطل في مانجا Vagabond)، فقد كانت كبيرة ومع هذا لم تنحرف أبعادها ولو قليلا.

إينوي: في الواقع، لو أمعنت النظر قليلا ستلاحظ أن هناك نسبة انحراف فيها. لا زلت قلقا حيال بعض أعمالي في المعرض.

أودا: لا أعتقد ذلك على الإطلاق! كل عمل لديك مذهل ويتجاوز قدرتي على الفهم. مؤخرا بدأت أتعمق بشكل كبير بالفن المتعلق بحقبة إيدو اليابانية. الناس في حقبة إيدو لم يكن لديهم الإنترنت ولا متاجر القصص المصورة ولا أعتقد أنهم كانوا يملكون العديد من وسائل الترفية لشغل أوقاتهم كما هو حالنا الآن. في الجانب الآخر أعتقد أنهم كانوا قادرين على تكريس وقتهم بصورة أكبر للتركيز على صناعاتهم الحرفية خلافا عن ما يستطيع الناس فعله في زماننا الحالي. و بسبب ذلك، أنجزوا أمورا في مستويات قد لا يصل إليها أصحاب القدرات العادية فعندما أنظر إلى رسومات الحبر في حقبة إيدو سألاحظ بأنها مذهلة مع أن اللوحة عادية، يمكنهم أن يخلقوا خطوطا موحدة مليئة بالحياة، حتى اللوحات التي تم إجادتها بمهارات مصقولة قد لا تتمكن من مجاراتها.
أعتقد بأن رسمك الخاص قد بلغ هذا النوع من المستوى كالذي في حقبة إيدو أتسائل كيف يمكن لشخص من عصرنا أن يرسم بهذه الطريقة، إنه أمر يذهل بحق.

إينوي: أنا أستسلم. *يضحك*

أودا: وفي معرض المانجا الأخير، كان هناك 150 رسمة من تلك الرسومات، أليس ذلك صحيحا؟ لا يمكنني تخيل ذلك.

إينوي: إن تُركتَ تحت الضغط من قبل الناس، يمكنك أن تنجز قدرا هائلا من الأشياء.

أودا: لقد تُركت تحت الضغط للحاق بمواعيد التسليم(يقصد تسليم فصول مانجا ون بيس)، ولقد تمكنت من النجاة في العديد من المرات، لكنني لم أصل إلى المرحلة التي مررت بها.

إينوي: إنه عملك الخاص بإمكانك القيام بذلك.

أودا: لا، لا، لا أستطيع! ينتهي بي المطاف بالتفكير في هدف محدد مع كل صفحة.

إينوي: آه، حسنا.

أودا: حتى لو لم أنتهي بعد أصل إلى مرحلة حيث أفكر “حسنا، لقد إنتهيت!” لا أبدوا قادرا على الوصول إلى مرحلة حيث أؤمن بمساحتي الفارغة.

إينوي: بالنسبة لي، هذه المساحة الفارغة قد تكون مهمة جدا. الأمر صعب، أليس كذلك؟

أودا: أعتقد بأن هذا هو الحس الفني.

إينوي: قد يكون الأمر متعلقا بشخصيتي، حتى مع وجود الهدف بعين الإعتبار، الوصول إلى مرحلة مخطط لها أمر لا يستهويني.
بينما أنا أرسم، إذا بدأت بالتفكير بأن الأمور بدأت تأخذ مسارها يمكنني أن أنهي العمل هاهنا وأنتهي، في هذه الحالة فعلي سيكون غير مسؤول نهائيا.

أودا: هل لديك صورة كاملة في ذهنك عما تريد إنجازة قبل البدء بالعمل؟ هناك أشخاص مدهشون رسموا المخطط كاملا في ذهنهم بحيث ينجزون عملهم كاملا بإتباع هذه الصورة.

إينوي: لست متأكدا، أعتقد بأنني أضع صورة في ذهني لكنها ليست واضحة تماما.

أودا: بالنسبة لي أرى صورة ضبابية لذلك كنت أتساءل هل هي صورة كاملة لكن عندما أبدأ بالرسم أرى خريطة ضبابية أشبه بصورة ومنها أبدأ بمتابعتها بقلمي لأرسمها.

إينوي: أعتقد بأن الأمر مماثل بالنسبة لي أيضا.

أودا: لم أستطع الوصول لمستوى المانجاكا الذين يستطيعون رسم خطوط حاسمة بمحض إرادتهم.
لدي صديق مانجاكا يملك ذاكرة فوتوغرافية، لا ينسى أي صورة بمجرد النظر إليها لمرة واحدة فقط. لذا ما أن يرسم شخصية معينة فإنه سيكون قادرا على رسمها مرة أخرى دون الحاجة إلى أي إشارة مرئية. هذه مهارة مذهلة، بالنسبة لي قد أنسى شخصيات كنت قد رسمتها منذ مدة قصيرة بسرعة. لذا فعندما أريد أن أحضرهم مرة أخرى للقصة فسيتوجب علي الغوص في أعمالي القديمة وألقي نظرة عليها مجددا.

إينوي: أنا مثلك، أنظر لشخصياتي القديمة دائما. في بعض الأحيان أنسى رسم اللحى وبعض التفاصيل الأخرى.

أودا: حقا، هذا أمر مطمئن. أشعر بأنني قادر على المواصلة *يضحك*
من أين تستمد طموحك وحب الإستطلاع تجاه الرسم؟

إينوي: حسنا، الأمر بسيط. عندما تنظر لرسمتك السابقة، إنها محرجة، أليس كذلك؟

أودا: نعم بعض الشيء.

إينوي: أعتقد أنني أستمد ما ذكرته من شعوري بأنني أستطيع أن أتطور وأقدم أفضل مما قدمت من قبل.

أودا: كنت أظن بأنني أكثر المانجاكا طموحا، لكن بعد رؤيتي لأعمالك في معرض المانجا الأخير أحسست بأن أمامي الكثير في هذا المجال.

إينوي: لا، المسألة ليست هكذا على الإطلاق. كم سنة مضت منذ إنطلاقة مانجا ون بيس؟

أودا: 12 سنة.

إينوي: هذا أمر مدهش، الإستمرار في كتابة المانجا لفترة طويلة في حد ذاته يجعلني أشعر بالمثل.

أودا: مستحيل! أعتقد أن طول مانجا سلام دانك هو الطول الأمثل لسلسلة مانجا طويلة. في البداية كنت أخطط بأن أنهي قصة ون بيس في 5 سنوات.. وقد إستغرقني الأمر ضعف هذه المدة.

إينوي: بعد قراءتي لأخر مجلد من المانجا #52، لا يبدوا بأن المانجا الخاصة بك ستنتهي قريبا.

أودا: نعم… بفضل نجاحها، أصبحت حياتي كلها في حالة فوضى *يضحك*


*** منذ آرك كوجيرو، تغير أسلوب الرسم الخاص بالسيد تاكيهيكو إينوي في مانجا Vagabond، من الرسم بالقلم إلى الرسم بالريشة. سيد أودا ما رأيك بهذا التغيير؟

أودا: إنه لأمر رائع حقا. حتى مع مسيرة كهذه للسيد إينوي، لا زال يتطور. أن يؤمن بقدراته إلى هذا الحد إنه لأمر مذهل. التحول إلى الرسم بالريشة أمر رائع.

إينوي: في الواقع، ليس من المفترض القيام بهذا الأمر، أليس كذلك؟ في مانجا طويلة ومستمرة هذا التحول قد يضر بتماسكها.

أودا: مع أنك إستخدمت فرشاة للرسم من قبل، أليس كذلك؟

إينوي: فعلت في مواضع قليلة للتأثيرات، لكن الشعور سيختلف عندما تتخذ قرارا لمباشرة عملك بالكامل على هذا النحو(يقصد التحول بالكامل لأسلوب جديد كليا). عندما بدأت بآرك كوجيرو، ظننت بأنني في حال ما إذا أردت أن أنجز الرسم بالنتيجة التي أريدها فأسضطر لإستخدام الفرشاة بدلا عن القلم. هذا التحول سيغير من شعوري حيال الرسم لكنني لم أنهي جميع الأعمال على هذا الإتساق. نوعا ما كنت واثقا في شعوري الداخلي في ذلك الوقت.

أودا: حتى شعار العمل تغير (Vagabond).

إينوي: حدث ذلك في الوقت الذي كنت أتسائل فيه عن ماهية مانجا Vagabond الحقيقية. احتجت إلى القيام ببعض التغييرات حتى أتمكن من مواصلة العمل عليها. الشعار كان واحدا من تلك التغييرات، وخط الفرشاة منذ ذلك الحين أصبح رائعا.

أودا: عندما يعقد المانجاكا العزم بأن “وقت التغيير قد حان!” سيحظى بقبول كبير من الناس، أليس كذلك؟
بالنسبة لي مع مجلد ون بيس #50، عقدت العزم على أن أغير الأسلوب الذي أضع فيه شعار العمل (رسم النار على الحرف الأول)، ومع ذلك تفاجأت بردة الفعل الباهتة. *يضحك*
القراء -وأعني ذلك بطريقة جيدة- لا يبدون إهتماما كبيرا إزاء التغيير، وأعتقد أن هذا هو السبب الذي يعطي المانجاكا مساحة أكبر لكي لا يتردد في القيام بالأشياء التي يريدها.

*** سيد إينوي، ما رأيك برسم السيد أودا؟

إينوي: إنه فاتن على خلاف عملي تماما، ومليء بالحياة ولديه القدرة على جذب القراء لمراحل معينة. نسبيا، أنا مانجاكا يحب “الإجتزاء”، أحاول بأن أملأ الرسومات بأقل قدر ممكن وأترك مجالا للمساحة الفارغة.
طبقت هذا الأسلوب على العديد من رسوماتي في “معرض المانجا الأخير”. لكنني معجب حقا بالطريقة التي يملأ بها السيد أودا رسوماته، لا أشعر نهائيا بأن زوايا رسوماته قد إقتطعت.
بالتأكيد الأمر صعب جدا بأن تقلص رسوماتك لحجم المجلد، أليس كذلك؟

أودا: نعم، الأمر صعب *يضحك*، لا أعلم لكنني لا أستطيع أن أمنع نفسي من الرسم بكثرة، الصفحات المخصصة للمانجا في الاسبوع الواحد هي 19 صفحة، لكن من وجهة نظري كمانجاكا أريد أن أمشي بالقصة بشكل أسرع. ينتهي بي المطاف بتقديم أكبر قدر ممكن من الأمور التي قد تخدم القصة في تلك الصفحات، ولدي الرغبة أيضا لإنجاز العمل في أسرع وقت ممكن لكي أأخذ قسطا من الراحة.

إينوي: الرغبة في الإسترخاء أمر يتملكني أيضا.

أودا: حياتي على الأرجح تسري على عجالة، أصبحت أصغر إطارات رسوماتي شيئا فشيئا، ولا أرسم إطارات لا لزوم لها. حواسي كلها تعطلت.
أولا وقبل كل شيء هناك العديد من الشخصيات يضحك، القصة بشكل رئيسي تركز على 5 شخصيات، لكن هناك العديد من الأمور التي أرغب بالقيام بها وهي ما جعلت حياتي تجري على هذا النحو.

إينوي: هل فكرت بمفهوم القصة العام منذ البداية؟

أودا: نعم، نهايتي التي حددتها للقصة لم تتغير أبدا منذ البداية. لكن المشكلة تكمن في عدم إستيعابي حقا لكل الأمور التي تحدث على طول الطريق وصولا لنهايتها.
كيف تخطط لخط سير قصتك؟

إينوي: هممم، عندما أبدأ بالقصة لا أفكر بمفهومها العام ولا نهايتها على الإطلاق، إنه أمر مثير للإعجاب حقا، كيف يمكنك التفكير بذلك والإنخراط على ذلك منذ البداية.

أودا: حقا، إنه فقط الهدف الذي حددته منذ البداية.

إينوي: بالنسبة لي، بدأت مؤخرا برؤية ما ستؤول إليه مانجا Vagabond.

أودا: هل تتبع قصة مانجا Vagabond حقائق تاريخية؟

حرق حقائق تاريخية لم تظهر بعد في مانجا فاغابونود
إينوي: على ما يبدو، فإن الحقائق المتعلقة بمبارزة مياموتو موساشي وساساكي كوجيرو في جزيرة جانريو غير واضحة. ومع ذلك فإن التاريخ المسجل يميل لصالح موساشي. كل ما ذكر عن كوجيرو هو بأنه سياف تقاتل مع موساشي لهذا السبب أعتقد أن هناك إحتماليه ضئيلة بأن يكون كوجيرو أصم.

أودا: هممم، هل إنحرفت قصة المانجا عن الرواية الأصلية (رواية موساشي للمؤلف Eiji Yoshikawa) وأصبحت مختلفة؟

إينوي: ليس بشكل كامل، لكنها أستندت بشكل أكبر على الرواية الأصلية لم أقرر بالنسبة لمجمل القصة، لذلك لا أنتقل لجزء آخر من القصة إلا عندما أنتهي من الجزء الحالي.
أعتقد بأنني كثيرا ما أكرر هذه العملية وهذا ما يؤدي بي إلى الأنحراف عن المسار قليلا وهذا ما يجعلني أقع بمواقف صعبة أحيانا.

أودا: الإنحراف عن الطريق بهذه الطريقة قد يكون ممتعا أحيانا، أليس كذلك؟

إينوي: نعم، بالتأكيد.


*** ما هي الشخصيات التي تحبها في مانجا Vagabond؟

أودا: أحب كل الشخصيات المسنة بشكل عام، أنهم محبوبون فعلا.

إينوي: *يضحك*

أودا: خصوصا شخصية Yagyu Sekishusai فهي ممتازة، أصبح محبوبا تحديدا في المشهد الذي قال فيه فجأة “هل يمكنني التباهي بحفيدي؟”.
ما يجذبني في أعمال المعلم إينوي بأنه حتى عندما تتطور شخصياته خلال المعاناة التي تمر بها فإن صفاتها المميزة التي جعلتنا نحبها ستبقى دائما. الحوارات القصيرة التي يتم إقحامها عادة تجعلني أضحك، وأحدها الحوار حيث يقول موساشي “المعلم نيانيكو”(ينادي معلمه بالمعلم قط = نيكو باليابانية تعني قط) حقيقة هذا الحوار جعلني أضحك. *يضحك*
هذا النوع من التصوير تم بطريقة طبيعية حقا، وهذا ما يجعل المتابع يتقبل الشخصية فعلا، حتى عند التطرق لمواضيع صعبة، أعتقد بأن المهارة التي يتبعها المعلم إينوي تمنح شخصياته القدرة على جذب القراء.

إينوي: أحب حقا رسم الشخصيات المسنة، إن لم تراجع الرسم فكل الشخصيات ستبدوا كبيرة في السن *يضحك*

أودا: من الممتع رسم التعابير على الوجه، أليس كذلك؟

إينوي: ما أن أبدأ برسمهم، فسأرسمهم بإستمرار، أعتقد بأن كلانا يحب رسم الشخصيات بشكل بشري للغاية، أليس كذلك؟

أودا: نعم أوافقك.

إينوي: في حالة الشخصيات المسنة، أعتقد بأنك كلما زدت من رسم التجاعيد كلما أصبحت الشخصية بشرية أكثر. على قدر ما تضيفها على قدر ما تزيد من عمرهم الإفتراضي- هذا هو وجه المسنين، أليس كذلك؟
هذا ما يجعل الرسم يستحق العناء.


*** أعتقد بأن هناك عامل مشترك بينكم وهو تعطشكم لرسم المانجا للتعبير عن شيء ترغبون في إيصاله.

إينوي: ربما ما تقوله صحيح. مانجا ون بيس على وجه الخصوص عازمة على أن توصل معنى معين وهي مليئة بذلك.

أودا: أعلم بأن صوري معقدة للغاية، لكنني أشعر حقا بأنني مجبر على رسم كل التفاصيل المتاحة، حتى لو كانت حجر عثرة أو ما إلى ذلك، الموضوع أشبه بـ”أمر ما بداخلي يحثني على القيام بذلك!”.

إينوي: الأجراس تقرع وأصوات الناس تعم أرجاء المكان، هناك حقا الكثير من الأمور التي تسير بشكل متزامن في صورك الخاصة، أليست كذلك؟

أودا: هذه هي الطريقة التي تؤول إليها الأمور دائما.

إينوي: في ون بيس، آخذ إنطباعا قويا عن مشاعرك حيث هناك كل تلك الأصوات والأشخاص والأحاسيس في العالم. هذا المحور في عملك قوي لا يتزحزح وأعتقد هذا هو سبب الذي مكنك من الإستمرار في المانجا لـ 12 سنة.

أودا: شكرا جزيلا لك، في الحقيقة أكثر شيء أرغب في القيام به في المانجا الخاصة بي ليس كتابة القصص بل “تصميم الشخصيات”.
أقول في نفسي “هل تصميم هذا الشخص ممكن؟” أستمتع في الوقت الذي أقضيه لرسم مختلف التصاميم.

إينوي: أنت على عكسي تماما.

أودا: الأمور المتعلقة فيما إذا كانت عضلات الجسم متناسقة مع جزء معين من الوجه هذه الأشياء في النهاية لا ألقي لها بالا على كل حال *يضحك*
الأوقات التي أرسم فيها شخصيات معينة لم يرها أحد على الإطلاق من قبل- هذه اللحظات تجعلني أكثر الأشخاص سعادة، وما أن أنشأها، أكون راغبا في استعمالها في أسرع وقت ممكن.
أؤلف لهذا السبب فقط… أفعل ذلك مرارا وتكرارا، لتستمر القصة أكثر فأكثر.

إينوي: إذاُ هكذا استطعت أن تصل بالمانجا إلى المجلد #52؟

أودا: نعم *يضحك*، ما هي اللحظات الممتعة بالنسبة لك؟

إينوي: اللحظات الممتعة متناقضة بالنسبة لي. نوعا ما أستمتع في الوقت الذي أقضيه لرسم الشعر الفوضوي، مع هذا عندما أحرز تقدما استثنائيا يصبح كل الوقت الذي أقضيه في الرسم ممتعا. لكن في الآونة الأخيرة وفي كثير من الأحيان لم يعد ينتابني هذا الشعور، أشعر قليلا بأنني قد أقتربت للوصول إلى نقطة حيث سأواجه أزمة وشيكة.

أودا: أزمة وشيكة؟

إينوي: نعم، تأليف المانجا من المفترض أن يكون أمرا تفعله لأنك تحبه، أليس كذلك؟ لا شيء يحمسك ويثيرك أكثر من رسم المانجا، وهذا يجعلك تستمر مهما واجهت من عقبات.

أودا: نعم.

إينوي: مع هذا وصلت إلى مرحلة عند الموازنة بين الأوقات الصعبة والأوقات الممتعة، إن تضاءلت المتعة بشكل أكبر فقد لا أكون قادرا على الاستمرار. حاليا أحاول أن أشق طريقي لأنني أعلم بأنه يستوجب علي أن أتجاوز هذه المرحلة الصعبة.

أودا: بالنسبة لي، لا أشعر بأنني سأمر بأي أزمة مع عملي.

إينوي: هذا واضح جدا بمجرد قراءتي لمانجا ون بيس، أنا متأكد بأن هناك بعض الأمور التي يجب أن تتعامل معها، مع هذا أعتقد فعلا أنك بعيد كل البعد عن هذا النوع من الشعور بالأزمة. بالنسبة لي، أعتقد حقا بأن مانجا Vagabond بدأت بالتأثير علي، أعتقد بأن طبيعة العمل نفسها تؤثر بي، أقضي وقتا كبيرا إلى حد مريع معها لأفكر بأمور ليس لها إجابة. أعتقد ربما بأن هذا الشعور سيزول إن رسمت شكلا ترفيهيا أبسط وأسعد.

أودا: هل تشعر بأي تغيير في الوتيرة عندما تتنقل في الكتابة بين مانجا Vagabond ومانجا Real(مانجا للمؤلف إينوي عن كرة السلة للمعاقين)؟

إينوي: نعم، أشعر بذلك. هناك شيء ينقذني في مانجا Real. لا أستطيع القول بأنه شيء ممتع، لكن مقارنة بمانجا Vagabond يسهل علي العمل عليه بشكل أكبر، يمكنني الإتيان بالأفكار بمجرد المشي في الشارع.

أودا: أنت لا تلتقي بالسيافين في وسط الشارع.

إينوي: بالضبط *يضحك*

أودا: لربما تأخرت في سؤالك هذا السؤال، ولكن ما الذي جعلك تكتب قصة عن “موساشي”؟

إينوي: في البداية لم يكن الأمر مهما للغاية، أحد الأشخاص نصحني برواية “موساشي” للمؤلف Eiji Yoshikawa، وقد كانت رواية جيدة.
حدث هذا الأمر بعد إنتهائي من مانجا سلام دانك بعام واحد. عندها لم أكن أعمل على أي مانجا، أردت العمل على شيء ما، لذا قدمت عرضا على أن أتبنى الرواية وكل شيء جرى بطريقة سلسة، وأخذت الموافقة للعمل عليها. بدأت في الكتابة دون أدنى فكرة عن المعرفة، المهارة والتقنية المطلوبة للعمل على مادة تاريخية، لقد كان صراعا حقيقيا.

أودا: إن لم تبحث بجدية عن المادة التاريخية وما يتعلق بها لن تستطيع العمل عليها، أليس كذلك؟

إينوي: لو لم أتمكن من عمل ذلك، لاستسلمت وتوقفت عن العمل على مانجا Vagabond، حتى أنني طرحت فكرة الإستعانة بشخص متخصص للتأكد من مدى دقة المعلومات التاريخية. لكن في النهاية قررت أن أعمل بنفسي على ما يندرج ضمن نطاقي وأخلق نسختي الخاصة بـ”موساشي”.

أودا: هل إستخدمت نفس الشخصيات التي في الرواية الأصلية؟

إينوي: الشخصيات هي ذاتها إلى حد كبير، لكن هويتهم وطباعهم مختلفة.


حرق لمن لم يتابع مانجا فاغابوند
أودا: المشهد الذي قتل فيه موساشي 70 محاربا من مدرسة Yoshioka كان مذهلا.

إينوي: في الرواية الأصلية قتل موساشي أقوى محارب من بينهم، ثم إستمر في هزيمة كل من إعترض طريقه للهرب فقط. لكن على ما يبدوا لم يكن هذا الفعل ليرقى إلى كونه تحديا كبيرا في تلك المرحلة *يضحك*. لذا قلت ” ماذا لو قتلهم جميعا- 70 محاربا؟. من المجلد #25 مرورا للمجلد #27 خلال نزال Yoshioka تمكن موساشي بالفعل من قتل 70 محاربا مجتمعين.

أودا: حقاً….؟!

إينوي: في منتصف المشهد، تساءلت نوعا ما لماذا أفعل هذا الأمر لكنني صارعت نفسي ورسمت المشهد كاملا.

أودا: لولا لمساتك في الرسم، ما كان المشهد لينجح ببساطة وما كان ليظهر بهذا التماسك.

إينوي: عندما قررت أن أرسم مشهد قتل 70 محاربا، كان لزاما علي أن أبذل الجهد اللازم للرسم، بينما كنت أعمل على ذلك المشهد، يمكنك القول بأنني كنت لأرتاح لو عملت عليه برتم منضبط حتى نهايتة، لكنه مشهد يتطور فيه الرسم بشكل سريع جدا.

أودا: أتواجه صعوبة في رسم المشاهد التي يقتل فيها الناس؟

إينوي: نعم أواجه صعوبة، رسمي لمشهد يقتل فيه هذا الكم الهائل من الناس جعلني لا أقتنع حقا بفكرة الخسارة والنصر. نعم إنها ساحة للمعركة، وبالطبع هناك خاسر ومنتصر. مع ذلك إنتهى بي الأمر للتشكيك في قيمة النصر. إن إرتابك الشك فيما تفعله، فلن تتمكن من رسم المانجا الخاصة بك، أليس كذلك؟ قلت في نفسي، هل الفوز في المعركة يعد إنتصارا؟ هل هذا الأمر جيد فعلا؟ كان الأمر صعبا لأنني كنت منزعجا من هذا الشعور المتناقض، ومع ذلك حرصت شخصيا على أن أرسم هذا المشهد بالتحديد والذي تم فيه قتل 70 شخصا وذلك لكي أجرب هذا الشعور.

أودا: الرسم تدفقت منه المعاناة التي شعرت بها وأنت ترسم، يمكنك أن ترى إنعكاس تعابير المانجاكا في رسمه. قبل أن ألتقيك اليوم، ظننت ربما بأنك شخص مماثل لموساشي.

إينوي: أنا مختلف عنه تماما، ألست كذلك؟ *يضحك* العديد من الأشخاص وضعوا صورة في مخيلتهم بأنني راهب زاهد، ولكنني لست كذلك على الإطلاق.

أودا: قبل أن نبدأ حوارنا اليوم، كنت قد ذهبت وسألت بعض المانجاكا الذين أعرفهم “كيف هو إينوي، أهو مرعب؟”.

إينوي: *يضحك*حقا؟ هل قالوا بأنني مرعب؟

أودا: لا على الإطلاق، لكن بالنسبة للمانجاكا الذين من جيلي كانوا يرتعدون خوفا لمجرد سماع إسم تاكيهيكو إينوي *يضحك*. ظننت بأنك لو كنت شخصا مرعبا مثل موساشي، فقد لا أستطيع حتى أن أتحدث معك… و الآن بعد أن قابلتك، إرتحت لأنك شخص لطيف فعلا.

إينوي: عندما كنت أقرأ ون بيس، تساءلت من أين جاءتك فكرة المانجا؟

أودا: الفكرة؟

إينوي: نعم، مغامرة القراصنة الحية التي تملأها الأصوات في جميع الأرجاء والمتخمة بشخصيات متنوعة ومختلفة. ليست محصورة بأي قيود، إنها حره وعفوية. هذا النمط القصصي لم نشهد له مثيل حقا في المانجا اليابانية. من أين برزت إليك هذه الفكرة؟

أودا: هممم، الأمر كان مستغربا دائما بالنسبة لي كيف لم تكن هناك مانجا شبابية عن القراصنة؟ أقرب شيء أعرفه هو الكرتون القديم Vicky The Vicking. الأولاد مهما بلغوا من العمر، فإنهم سيريدون الإبحار للبحث عن الكنوز ومشهد رؤية السفن في البحر بحد ذاته يجعل دمك يفور، أليس كذلك؟ لكن مع هذا ولسبب ما لم يرسم أحد مانجا عن القراصنة.

إينوي: إذاً فالأمر كذلك.

أودا: في صغري أردت أن أقرأ العديد من المانجا التي تتكلم عن القراصنة لذا قررت بأنني لو رسمت مانجا في المستقبل فستتمحور حول القراصنة. لم يكن الأمر متعلقا بتفكيري حول المبيعات. أردت فقط أن أرسم مانجا سأحب أن أقرأها بنفسي. بالإضافة إلى ذلك فقد إستغربت كيف لمجلة Shonen Jump الإسبوعية أن لا تحتوي على مانجا عن القراصنة، فالمجلة تتخذ قرصانا كشعار لها.

شعار مجلة Shonen Jump الإسبوعية.
شعار الموقع الإلكتروني لمجلة Shonen Jump الإسبوعية.

إينوي: إنه كذلك فعلا! *يضحك*، أصبح الأمر الآن أشبه بإنشاءك لملكية خاصة بمجلة Shonen Jump الإسبوعية. رائع!

أودا: مستحيل، مقارنة بك لا زال أمامي طريق طويل.

إينوي: لا لا، أنت متواضع أكثر من اللازم *يضحك*

*** هل يمكن اعتبار المتعة خلاصة لما تريدان إيصاله؟

أودا: في حالتي، نعم. إن لم أجعل المانجا ممتعة بالنسبة للقراء، فلا فائدة من تأليف المانجا. ولن يكون الأمر ممتعا بالنسبة لي أيضا، لا أعلم ما هو منظور المانجاكا الآخرين حيال هذا الأمر، لكن خلق المتعة للقراء ولي شخصيا هو المطلب. إيصالي للمتعة لم يكن محل شك بالنسبة لي أبدا. أعني كيف لي أن أصبح سعيدا أكثر من ذلك؟ إنني أرسم المانجا التي أحبها وأجعل العديد من الناس سعداء. أهناك شيء أفضل من ذلك؟

إينوي: هذا رائع.

أودا: أ… أليس الأمر كذلك؟

إينوي: لا لا، أنا لا أضحك عليك *يضحك*. الأمر كما قلت تماما أفضل المانجا بالتأكيد هي تلك التي تمتع القارئ والمؤلف في آن واحد.

أودا: المانجا عموما لن تكون جيدة إن لم تكن ممتعة، أليس كذلك؟ من الجيد والمطلوب أن توصل المانجا رسالة معينة، لكن في النهاية إن لم تكن ممتعة فلن تصل تلك الرسالة على أي حال. خذ مانجا Vagabond كمثال – أعتقد بأن الأجزاء المتقدمة تحديدا وصلت لأقصى مراحل الإمتاع.

إينوي: سعدت بسماعي لذلك، لو لم يكن لدي أي نية لنشرها ولو كنت على يقين بأنها لن تقرأ، لما رسمت المانجا إطلاقا.

أودا: أوافقك.


إينوي: الأمر المدهش في رسم مانجا ون بيس الخاصة بالسيد أودا هو بأن بؤبؤ عين لوفي عبارة عن نقط، وهذا في الواقع شيء مميز. يقول السيد أودا: “الشيء المميز بالفعل سيبقى كذلك دون الحاجة لأي إضافات من هنا وهناك”.
أعتقد بأن هذا التعبير يمثله حقا، اعتقاده الراسخ في عمله تمثل في طريقة رسمه لتلك الأعين السوداء، أراهن بأن المحرر والموظفين الذين معه كانوا يقولون له يجب عليك أن تجعل بؤبؤ العين أكثر سطوعا، أو أن يرسم خطوطا واضحه وأمور أخرى من هذا القبيل، لكنه مع ذلك لم يتزحزح قيد أنملة.

أودا: نعم، في البداية قيل لي العديد من الأمور.

إينوي: مع ذلك لم تهتز من كلامهم، وأصريت على أن ترسم بؤبؤ العين على شكل نقط، وأظهرت نتائج مجزية، هذا عظيم. إلهامك الأصلي الذي كون لديك الرغبة لرسم مانجا مثيرة عن القراصنة هو ما بعث الحياة في أعين لوفي. عندما قرأت الفصل الأول، قلت : ” هذا الرجل يعرف ماذا يفعل؟”.

أودا: واو، أنت حقا تجعلني أحمر من شدة الخجل *يضحك*.

*** سيد أودا إن سنحت لك الفرصة لإقامة معرض فني خاص بك، فما هو نوع المعرض الذي تريد إقامتة؟

إينوي: لا تحتاج إلى أي فرصة، كل ما عليك فعله هو التصريح برغبتك لإقامتة، وجميع من حولك سيدعمونك على الأرجح.
أودا: لأقول الحقيقة، لدي إهتمام في مثل هذا الموضوع. عندما أنتهي من ون بيس سيكون هناك العديد من الأمور التي سأرغب القيام بها ومن ضمنها إقامة معرض. مع ذلك، فما دمت أعمل على السلسلة، فلن يكون لدي المساحة الكافية للعمل على أمور أخرى. إنه لأمر مدهش فعلا تمكنك من إقامة معرض فني كهذا في منتصف عملك على مانجا Vagabond.

إينوي: في الحقيقة، توقفت عن كتابة مانجا Vagabond في تلك الفترة *يضحك*.

أودا: مع هذا مجرد قدرتك على العمل على شيء آخر في حين كنت قد كرست حياتك لشيء غيره، وعلاوة على ذلك أن تكون قادرا على رسم شخصيات عملك بأسلوب كهذا، أنا لا أستطيع مجاراة هذا المجهود.
على أي حال، سلسلة ون بيس هي كل شيء بالنسبة لي، عندما أنتهي منها أعتقد بأنني ساكون قادرا على عيش حياتي الحقيقية *يضحك*

إينوي: ماذا؟ ألا تعيش حياتك الحقيقية الآن؟

أودا: في الوقت الراهن أعيش من أجل قرائي.

إينوي: هذا رائع!

*** حتى لو كان الأمر كما تقول، إن كانت إقامة المعرض حقيقة واقعة بالنسبة لك، فما هو نوع المعرض الذي تريد إقامتة؟

أودا: سيكون الأمر مجرد مضيعة للوقت إن كان المعرض متعلقا بصور يتم النظر إليها فقط، أريد أن أعمل على نطاق فني أوسع كبناء الأشياء والتركيز على الصناعات الأخرى. أريد أن أستخدم يدي لبناء ووضع الأمور معا، أعتقد حقا بأنني أرغب بالعمل على النماذج ثلاثية الأبعاد.
هل فكرت بأي نوع جديد من المعارض؟

إينوي: همم، حسنا… لا أشعر بأن معرض المانجا الأخير يمثلني مئة بالمئة، مع ذلك إن نظرتُ للأمر بنظرة موضوعية فقد ذهبت إلى أقصى ما أستطيع القيام به لذلك لا أعتقد أن بمقدوري العمل على معرض كهذا مرة أخرى. إن عملت على معرض آخر، فمن المهم أن يكون عن شيء مختلف تماما وبرغم ذلك أعتقد بأن هذا الأمر بعيد المنال. في الوقت الراهن قررت بأن معرض المانجا الأخير هو الأخير بالنسبة لي. قلت هذا الكلام لأكثر من مرة للعديد من الناس، ولكنني أعتقد في الوقت الحالي بأن هذا المعرض ظهر بأفضل صورة ممكنة، وأنا أمل حقا أن تأتي إلى محافظة Kumamoto لمشاهدته.

أودا: محافظة Kumamoto فقط؟ يجب أن تعرض عملك في أنحاء العالم أيضا! مثل ولاية New York الأمريكية! أراهن بأنه سيعجب الناس هناك. السيد Yoshitaka Amano(مانجاكا(رسام) راوية Arslan Senki ورواية Guin Saga) أقام من قبل معرضا في ولاية New York وقد لاقى نجاحا باهرا. الناس هناك يحبون الساموراي والأشياء المماثلة، أليس كذلك؟

إينوي: نعم، وهناك الحوار الذي يجب أن يوضع بعين الإعتبار أيضا. لا أعرف ما إذا كنت قادرا على إيصاله كما ينبغي، يجب أن تكون لديك الإحاطه الكافية حول قراءة وفهم المانجا كذلك.

أودا: جرب فرصتك ولا تفسر أي شيء على الإطلاق، وأجعل الحوار كما هو بالصيغة اليابانية، ودعهم يستشعرونه كما يفعل القراء هنا.

إينوي: حسنا، ربما أضع التفسير جانبا فحسب، سأضع الأمر بعين الإعتبار.

أودا: أرجوك أظهر عملك للعالم! مانجا Vagabond فخر لليابان.

إينوي: لا عندما يقول الناس مثل كلامك فهم يقصدون “مانجا ون بيس!” ليس هناك مقارنة *يضحك*، أنا سعيد حقا لأن الفرصة قد سنحت لي لأتحدث معك اليوم، أرجوك زر معرض المانجا الأخير في Kumamoto.

أودا: ستكون لي زيارة إلى مسقط رأسي وسأتحقق من المعرض.