ملحق فيلم شيروباكو

ملحق فيلم شيروباكو

بسم الله الرحمن الرحيم

سأتحدث في هذا الملحق عن تفاصيل الفيلم وترجمتي له والقرارات التي اتخذتها أثناء الترجمة. على خلاف ملحقاتي السابقة التي كتبتها أثناء ترجمتي للمسلسل التلفازي، لن يكون التركيز هنا على شرح أحداث الفيلم أو المصطلحات التقنية الواردة فيه، حيث ترجمت الفليم بناءً على افتراض أن من سيتابعه قد تابع المسلسل وبالتالي لا يحتاج لتكرار الشرح، حيث أن الفيلم لم يعرض جوانب جديدة كثيرة من عملية إنتاج الأنيمي. ما سيحتويه هذا الملحق إذاً هو تعليقاتي الخاصة على أحداث الفيلم إضافةً إلى بعض النقاط المتعلقة بالترجمة وعملية ترجمتي له. بالطبع، لا أنصحك بقراءة هذا الملحق إن كنت لم تتابع الفيلم، لكن من أنا لأمنعك؟

للأسف لا أرى أن الفيلم قدم شيئاً مميزاً، وشعرت أنه في أغلبه نسخةٌ من المسلسل. ربما أكثر ما أحببته في المسلسل كان التعامل مع فكرة العمل بشغف، والبحث عن الدافع للعمل، والإحباط المرتبط بذلك، إلى جانب كل المشاكل الأخرى. كل هذا تكرر في الفيلم بشكلٍ غير مقنع. ليس فيلماً يمكنك مشاهدته لو لم تشاهد المسلسل، وهو بالمثل ليس فيلماً يشكّل إضافةً حقيقيةً لقصة شيروباكو بعد المسلسل. هذا رأيي أنا على الأقل.


يبدأ الفيلم بعرض حال موساشينو المتدهور، والطريقة الأفضل لعرض ذلك هي الأنيمي الذي شاركوا فيه كمجرد متعاقدٍ فرعي. لو عدت في الزمن إلى الثمانينات فستجد الكثير من أفضل حلقات الأنيميات التلفازية من إنتاج استديوهات صغيرة تعمل كمتعاقدٍ فرعي بشكلٍ أساسي، وبيئة صناعة الأنيمي حينها كانت تسمح بأمورٍ كوجود استديو صغير يمكنه التركيز على حلقاتٍ منفردة بشكلٍ خاص. أما الآن فكل حالات تصدير إنتاج الحلقات المنفردة تقريباً تكون في الأنيميات ذات الجدول الضيق، ما يعني أن النتيجة تكون سيئةً في الغالب أو عاديةً في أفضل الأحوال.


تعلّق اليابانيّين بفصائل الدم غريب. الأمر يتعدى استعمالها لمجرد قراءة الطالع، بل يرى البعض تأثيرها في شخصية الإنسان وما يندرج تحت هذه الخرافات. الأمر مشابهٌ تماماً لما يعتقده البعض بالنسبة للأبراج لدينا.


كنت أحاول محاكاة اسم العمل على الورقة لكن بعد أن استغرق مني الأمر وقتاً طويلاً تعبت ورأيت عدم جدوى الموضوع، فلم أكمله. تعلمت أن التايب ست والمحاكاة من أصعب الأمور في ترجمة الأنيمي.


فان الساكوغا هذا ربما شخصيتي المفضلة في الفيلم (بعد مياموري طبعاً).


في الغالب تقصد تصحيح الألوان الذي تخضع له الأنميات التلفازية. تحدثت عن هذا في هذه التدوينة هنا.


المصطلح الياباني المستعمل هنا هو 敗戦処理 (هايسن شوري – Mop-up Pitcher). هنا تعلّق غريبٌ آخر، فأنا لا أفهم حب اليابانيين الكبير للبيسبول. على أية حال، مصطلح 敗戦処理 من مصطلحات لعبة البيسبول، ولا تسألني كم احتجت من الوقت حتى عثرت على معناه حيث أن المصطلح غير موجودٍ في المعاجم كونه من خصائص لعبة البيسبول ولا استعمال له خارجها، ويستخدم للإشارة إلى لاعبٍ ينوب عن اللاعب الأساسي بشكلٍ أو بآخر (لا خبرة لدي في البيسبول مطلقاً). ارتأيت تبسيط المصطلح هذا بالشكل الذي ترونه حتى يكون أسهل للفهم.


الجملة اليابانية الأصلية هنا هي “花咲く爺さんならぬ、絵を描き爺さんだよ”، وفيها رمزٌ لقصة “العجوز الذي زرع الأزهار“، وهي قصة قديمة من الفلكلور الياباني. رأيت تبسيط الجملة بالشكل الذي ترونه حتى لا أصعّب فهمها على من لم يسمع بالقصة.


الجملة اليابانية الأصلية هي “人の噂も七十五日”، وتعني حرفياً “إشاعات البشر تدوم 75 يوماً.” أظن أن مصدر المقولة هو تغير الفصول، فبمرور 75 يوماً (3 أشهر تقريباً) يكون مر فصلٌ من فصول السنة، وبتغيّر الفصول تذهب الإشاعات قصيرة العمر.


الصناعة ليست بالإحترافية التي قد يتوقعها البعض، والاتفاقات الشفهية شائعة جداً بل وقد تكون هي الأساس في التعاملات.


تذكرت فيديو ميازاكي وهو يطبخ إندومي للعاملين في الاستديو.


هذه كل الإضافات التي كانت لدي على الفيلم. لم يكن لدي الكثير لأضيفه كما ترون، فالفيلم لم يعرض لنا جوانب جديدةً من عملية الإنتاج حتى أتحدث عنه. في حال وجود أي أسئلة تتعلق بتفاصيل الفيلم أو الترجمة سأكون سعيداً بالإجابة عنها، وشكراً لكم لمشاهدة الفيلم، أتمنى أن تكون الترجمة قد نالت إعجباكم.